نبذة وفكرة عن الكتاب
عندما وصلني خبر وفاة الكاتب الكبير أحمد بهجت صعقت و أصبت بسكتة لحظية .. ذلك أنني كنت أخطط مع بعض أصدقائي الكتّاب أن نزوره و نتشرف بتقبيل يده التي يكتب بها .. هذا ونحن متخوفين ذلك اننا سمعنا أنه مرض قبل فترة مرضاً شديدا ادخله المستشفى فكأننا أحسسنا أنه اقترب من إغلاق صندوق الدنيا .. ومن هنا تأتي أحد شحنات الصعقة و الشحنة الثانية هي أنه من أحب الكتاب إلى قلبي بل هو بعد الله أحد الاشخاص الذين حببوا لي القراءة و جعلوني افكر بان الكتابة قد تكون تنفيساً لملكوت آخر .. وأن القلم قد يكون أداةً من نور .. أحمد بهجت بل سيدي احمد بهجت .. كم أنت أحمدي الكتابة .. وكم أنت بهجة و سعادة لكل من يقرأ لك .. هذا الكتاب عرفان صغير لكل الليالي الرائعة التي قضيتها مع كتبك ..ذلك أنني أؤمن أن الصداقات تتم على أرض الورق وأن عالم الأطياف لا يعرف الحواجز المكانية او الزمانية .. انا قارئ محب و أفضل طريقة ممكنة للتعبير هي أن أعبر عن حبي بحبي وهي القراءة .. وكم نحن نعرف أن كتب الإنسان هي جزء من وجدانه وفكره وروحه .. هذا إهداء صغير لك ولروحك سيدي أحمد .. أتمنى أن كل من يقرأ الكتاب يترحم عليك ويدعوا الله كما أدعوا أن يرزقك قلماً من نور في قبرك تستمر بالكتابة به حتى تنعش قلوب المؤمنين كما كنت ومازلت تفعل ..
ما أردت قوله هو أنني أردت أن أعبر عن حبي وامتناني للكاتب أحمد بهجت و اردت أن اكتب كتاباً عنه لكنني وجدت نفسي أمام عدة امور منها أنني لا أملك سيرة ذاتية مفصلة عن حياته – رغم أنني أعتقد انه لم يريد ذلك بهذه الطريقة ولولا ذلك لكان كتب بدوره –وثانياً أنني شاب محب غير مختص في كتابة التراجم او السير الذاتية .. وثالثاً أردت أن عبر بصدق وبطريقة غير اعتيادية .. فأما بصدق ذلك أنني اعشق كتاباته وكتبه و رحلتي القرائية هي من عرفني عليه و غير اعتيادية هي الكتابة عنه بعيون كتبه و القراءة في كتبه و عرض رحلتي مع كتبه فهي مذكرات عاشق وقارئ أعرض فيها ليس فقط المعلومات التي وجدتها في كتبه بل الوجدان الذي وجدته أيضاً .. هي يوميات قراءة ومذكرات مذكرات أحمد بهجت ..